يا صانِعَ كُلِّ مَصْنُوعٍ، يا خالِقَ كُلِّ مَخْلوُقٍ، يا رازِق كُلِّ مَرْزُوْقٍ، يا مالِكَ كُلِّ مَملوْكٍ، يا كاشِفَ كُلِّ مَكْرُوبٍ، يا فارِجَ كُلِّ مَهْموُمٍ، يا راحِمَ كُلِّ مَرْحُومٍ، يا ناصِرَ كُلِّ مَخْذُولٍ، يا ساتِرَ كُلِّ مَعيُوبٍ، يا مَلْجَأَ كُلِّ مَطْرُودٍ، سُبْحانك...}
{يا صانَع كُلِّ مَصْنُوعٍ}: لا كصانع يكون محتاجاً الى غيره كمادّة صنعه والألات الصناعيّة، وغيرهما، بل كصانع يكون مادة صُنعِه وآلاتِه من نفسه بوجه بعيد، فغيره تعالى مُعِدٌّ لصنع بعض المصنوعات، ولا صانع بالحقيقة للكّل الاّ هو.
{يا خالِقَ كُلِّ مَخلُوقٍ}: اي مُعطي كمالهم الأوّل.
{يا رازِقَ كُلِ مرزوقٍ}: اي مُعطي كمالهم الثّاني.
{يا مالِكَ كُلِّ مَملوُكِ}: لأنّ له تعالى ذات كلّ شيء والكلّ فائضة من لدنه وبيده ملكوت كلّ شيء.
{يا كاشِفَ كُلّ مَكرُوبَِ} من "الكشف" بمعنى رفع شيء عمّا يواريه ويغطّيه، ففيه استعارة. و "الكرب": الحزن يأخذ بالنّفس وقد كَربَهُ الغّم، فأكْتَرَبَ، فهو مَكْرُوبٌ وكَريبٌ. ثمّ انّه من باب حذف المضاف أي "كَرْبِ كلّ مكروب".
{يا فارِجَ كُلِّ مَهمُومٍ}: أي همّه. ويحتمل في الموضعين عدمُ الحذف بأن يكون المراد نفس الوصف العنواني: أي "المكروب" من حيث هو مكروب و "المهموم" من حيث هو مهموم، ولا سيّما أنّ عند أرباب المعقول قد تقرّر أنّه لا يعتبر الذّات في المشتقّ.
{يا راحِم كُلِّ مَرحُومٍ}: المراد بكلّ مرحومٍ، الماهيّاتُ المرحومة بالرّحمة الواسعة الّتي هي فيض الوجود.
{يا ناصِرَ كُلِّ مَخذُولٍ}: خَذَلَه، وعنه، خَذْلاً وخِذْلاناً: ترك نُصْرتَه، أي ناصر كلّ من تَرَك الخلقُ نُصرتَه.
{يا ساتِر كُلِّ مَعيوُبٍ}: حتّى النّقائص الإمكانيّة بأستار مغفرته ورحمته الوجوبيّة.
{يا مَلجأ كُلِّ مَطروُدٍ} للخلق.
{سُبحانَكَ...}.