عجيب أمر نادي الزمالك ومجلس إدارته والقرارات التي يأخذها وكذلك لاعبيه. فدائما ما يكون التضارب في القرارات هو السمة المميزة لهذا النادي وهو الأمر الذي حدث في قضية اعتزال حازم إمام قائد الفريق الأول لكرة القدم. فبعد أن قام ممدوح عباس رئيس النادي متطوعًا وأعلن أن حازم قرر اعتزال كرة القدم بشكل نهائي وملأ الدنيا بالتصريحات التي تؤكد أن قائد الزمالك اتخذ قراره بعد تفكير عميق وأخذ المشورة من الجميع وأنه "أي عباس" قرر تشكيل لجنة يرأسها هو للتحضير لمهرجان تكريم يليق بقائد الزمالك ومعشوق الجماهير وأنه بصدد دعوة افضل أندية ونجوم العالم للمشاركة في هذا الاحتفال الذي سيكون بمثابة احتفالاً عالميًا باعتزال أسطورة القلعة البيضاء لم تمر سوي ساعات قليلة حتي انتشر الخبر وتصريحات عباس بسرعة البرق إلا أن تلك الأنباء نزلت علي رأس حازم إمام الذي تواجد في باريس لقضاء اجازة قصيرة كالصاعقة لأنه لم يكن يعلم بهذا الأمر أو بمعني أدق كان هو آخر من يعلم بخبر اعتزاله.
حازم لم يصدق نفسه عندما علم بتلك التصريحات وكذلك عائلته التي بادرت بالاتصال به لمعرفة حقيقة الأمر فكانت المفاجأة بأنه لم يتخذ قراره بعد وأنه صدم لخروج تلك التصريحات وبالتحديد من جانب رئيس النادي والذي يعتبر الداعم الأول والأخير لحازم إمام داخل نادي الزمالك والمساند له بصفة مستمرة. وانه كان قد اتفق مع ممدوح عباس ومحمد حلمي المدرب العام والقائم بأعمال مدير الكرة علي أن يتخذ قراره النهائي سواء بالبقاء أو إعلان الاعتزال قبل بدء فترة الاعداد للموسم الجديد بيوم واحد ليكون قد أخذ وقتًا كافيًا في التفكير ودراسة الموضوع من كل جوانبه إلا أنه صدم بخروج هذه التصريحات وهذا القرار بالرغم من أنه لم يتخذ قراره النهائي بعد وهو ما جعله يخرج بتصريحات معاكسة بعد القرار بساعات ليؤكد ان نبأ إعلانه الاعتزال لا أساس له من الصحة وأنه يتعجب من صدور هذه التصريحات وأنه لا يزال يدرس الموضوع من كافة جوانبه بناء علي الاتفاق بينه وبين الجهاز الفني ومجلس الإدارة ولن يقرر إلا قبل بدء فترة الاعداد للموسم الجديد.
هذا الموضوع وهذه التصريحات المتضاربة جعلت جماهير الزمالك لا تعرف ما هي الحقيقة التي تاهت بين تأكيدات ممدوح عباس واعلانه خبر اعتزال حازم وبين نفي اللاعب القاطع لهذه الأخبار وانه لا يزال يدرس الموضوع من كل جوانبه ولم يتخذ القرار النهائي بعد ولم تعرف تلك الجماهير من تصدق رئيس النادي أم اللاعب وهل قائد الزمالك اعتزل بالفعل أم أن هذه الأخبار مثلها ككل الأنباء التي تصدر عن النادي ولا تكون صادقة.
المؤكد أن حازم إمام كان هو الصادق في هذا الموضوع وأنه فوجيء مثله مثل جماهير الزمالك بهذه التصريحات التي خرجت من رئيس النادي وأنه بالفعل لا يدري عنها شيئًا وانه ظل متعجبًا من هذه الأخبار وبالأخص انها صادرة من ممدوح عباس وهو لا يعرف لماذا قرر رئيس النادي وصرح بذلك دون أن يطلع حازم علي الموضوع ولكن الحقيقة في هذا الموضوع وسر تلك التصريحات لا يعلمه إلا عدد قليل منهم المقربون من ممدوح عباس.
"الكورة والملاعب" علمت أن قيام رئيس النادي بالتعجيل وإذاعة خبر اعتزال حازم امام وعدم انتظار اللاعب حتي يتخذ قراره بناء علي اقتناعه الشخصي هو اجبار حازم علي الاعتزال ووضعه امام الأمر الواقع ويرضي به وعباس كان لديه سببان من وراء هذا الاعلان أولهما خوفه من أن يقوم أي مدير فني جديد يتولي المسئولية بطلب الاستغناء عن قائد الفريق خاصة انه لم يعد بإمكانه الاستمرار في الملاعب أكثر من ذلك وهو ما سيكون بمثابة أسوأ نهاية لحازم الذي يعتبره عباس أحد رموز النادي ولا يمكن الاستغناء عنه بمثل هذه الطريقة وأنه "أي عباس" يخشي من الدخول في صدام مبكر مع أي مدير فني جديد بسبب حازم لن تكون في مصلحة الفريق ويخشي من تكرار سيناريو ما حدث مع الفرنسي هنري ميشيل الذي تخلي عن الزمالك قبل بداية الدوري بيومين فقط بسبب تمسك عباس باللاعبين الكبار في الفريق ومن بينهم حازم ورفض ميشيل لوجود اللعب وهو ما جعله يتخذ قراره بالرحيل فحاول عباس التبكير واعلان اعتزال اللاعب حتي لا يتعرض لمثل هذه الضغوط من جديد خاصة بعدما تعجب الايطالي ألبيرتو زاكيروني الذي كان مرشحًا لقيادة الزمالك من استمرار حازم في الملاعب مؤكدا انه لن يفيد الفريق بأي حال من الأحوال.
أما السبب الثاني وراء هذا القرار هو رغبة ممدوح عباس في الضغط علي اللاعب وابعاده عن الفريق بالقوة الجبرية حتي يتمكن من اقناعه بضرورة خوض انتخابات الزمالك ضمن قائمته وأن السبيل الوحيد لذلك هو أن يجبر حازم علي الاعتزال والاستفادة من تعاطف اعضاء النادي معه وحبهم له وهو بالطبع ما سيصب في النهاية في مصلحة عباس والقائمة التي سيخوض بها المعركة الانتخابية.
.. وبعيدًا عن تلك الأسباب التي دفعت رئيس النادي لاتخاذ قراره فإن عباس لن يتراجع عن قراره ولن يبقي علي اللاعب حتي إذا قرر هو البقاء لانه اتخذ سياسة التخلص من كبار السن والتي بدأها بتامر عبدالحميد وبشير التابعي وطارق السيد ويجب أن تمر بحازم ومعه عبدالحليم علي.