أكدت دراسة حديثة أعدها المعهد الطبي في العاصمة براغ بداية هذا الشهر أن الإدمان الكحولي وتأثيره السلبي على النساء مقارنة بالرجال هو بمقدار الضعف، رغم مقولة أن النساء يعشن عمرا أطول وبصحة أفضل من الرجال.
"
أشارت النتائج إلى أن دماغ وكبد المرأة وحتى قلبها يتأثران باتجاه التلف بشكل أسرع من الرجال نتيجة شرب الكحول والإدمان عليه
"
وأشارت النتائج الصحية إلى أن دماغ وكبد المرأة وحتى قلبها يتأثران باتجاه التلف بشكل أسرع نتيجة شرب الكحول والإدمان عليه.
وجاءت هذه الدراسة عقب دراسة سابقة أجراها نفس المعهد قبل أشهر نبهت إلى ارتفاع كبير في إدمان النساء التشيكيات على الكحول في العشر سنوات الماضية، وأن عدد المدمنين بشكل عام في البلاد قد وصل إلى 2.3% من إجمالي عدد سكان البلاد البالغين 10.3 ملايين نسمة.
كما نبهت الدراسة إلى أن الرقم الحقيقي يتجاوز ضعف هذه النسبة، وذلك لأن الدراسة اعتمدت فقط على إفادات المراجعين للعيادات الطبية، الأمر الذي أدهش الأطباء وجعلهم يصفون الحالة بالوضع الدراماتيكي الخطير في البلاد.
ورأت رئيسة العيادة الداخلية في دائرة براغ الأولى والمشاركة في أغلب دراسات المعهد الطبي الطبيبة إيفانا مارتينكوفا أن نسبة الإدمان الكحولي في البلاد مرتفعة جدا وتعتبر من النسب الأعلى في العالم.
وأشارت إلى أن غالبية المدمنين يعرفون التأثير السلبي للكحول على الصحة بشكل عام، ورغم ذلك يستمرون في إدمانهم حتى الرمق الأخير مقابل نسبة تصل إلى حوالي 25 ألف مدمن يتلقون العلاج سنويا.
وقالت مارتينكوفا في حديث للجزيرة نت إن تركيبة المرأة وآَلية عمل أجهزتها الداخلية مختلفة بعض الشيء عن الرجل، فمثلا يتحول الكحول في جسم المرأة إلى مؤثر فعال جدا، وذلك لأن كمية تخزين الماء فيه أقل من تلك التي يحتفظ بها جسم الرجل.
"
النساء المدمنات على الكحول يعملن في مهن قاسية، ويحاولن تقليد الرجال
"
وقد أثبتت الفحوصات لعدد كبير من النساء المدمنات وبطريقة متشابهة إلى تأثير الكحول بالدرجة الأولى على ذاكرتهن، وطريقة حل المسائل مقارنة بالرجال الذين أخضعوا لنفس الفحوصات، وكانت النتيجة تأثير الكحول على عمل ذاكرة الرجال أيضا ولكن بشكل مخفف.
وأشارت مارتينكوفا إلى أن النساء المدمنات على الكحول يعملن في مهن قاسية، ويحاولن تقليد الرجال، أو أنهن ينتمين إلى فئة العاطلات عن العمل ولديهن وقت فراغ يحاولن ملأه بشرب الكحول.
وذكرت أنه من المعروف عن الشخص المدمن كثرة تعرقه وتلهفه لشرب الكحول، كما تكون مقدرته على السيطرة ضعيفة، بالإضافة إلى نسيانه تماما في صباح اليوم التالي لكل ما جرى معه أثناء وقوعه تحت تأثير الكحول أي "فقدان جزئي للذاكرة" الأمر الذي يدخله عالما آخر يجعله أكثر خطرا على الآخرين.
المصدر: الجزيرة