محمد النفاض Admin
عدد الرسائل : 588 العمر : 37 الموقع : www.shapap.hooxs.com العمل/الترفيه : صاحب مكتبه المزاج : زى الفل تاريخ التسجيل : 03/04/2008
| موضوع: وصايا لقوة الحفظ وعلاج النسيان الجمعة أغسطس 08, 2008 4:49 pm | |
| والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته وصايا لقوة الحفظ وعلاج النسيان ( لطلبة العلم ) للشيخ بدر بن علي العتيبي[size=21] [size=16]لاشك أن قوة الحفظ وضعفه ، وعارض النسيان ، من الأوصاف البشرية التي جبلالله الخلق عليها ، وكل يتفاوت بحسب ما قسم الله له من هبات ، فهما ملكتانتتنامى في الإنسان ، ومن الناس من تلين معه ، ومنهم من تعصي عليه فلا ينالمنها إلاّ القليل ، ولذلك فإن من كبير عفو الله تعالى أن رفع عن عباده ماحصل منهم من ترك واجب أو فعل محذورٍ على وجه النسيان لأنه ليس تحت قدرةابن آدم ، قال تعالى : ( لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا ) الآية (البقرة:286) ، وجاء في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( رفع عن أمتي الخطأ والنسيان ومااستكرهوا عليه ) وقال : ( من نام عن صلاة أو نسيها فليصلها متى ذكرها أواستيقظ ) ، ومع هذا كله فبما أن قوة الحفظ والذاكرة من الملكات البشرية فإن بمقدور ابن آدم تنميتها بقدر ما يستطيع ، وهكذا سائر عادات ابن آدم ،فالحلم بالتحلم ، والعلم بالتعلم ، والأدب بالتأدب ، وكذا الحفظ وقوةالذاكرة ، وأذكر لك بعض وسائل علاج نسيان العلم بما يلي على إيجاز : أولاً : مداومة ذكر الله تعالى وتكراره ، والله تعالى يقول ( وَاذْكُرْ رَبَّكَ إِذَا نَسِيتَ)(الكهف: من الآية24) ، ولعل كون ذكر الله تعالى من أعظم المسببات للحفظ من ثلاث جهات :
[ الأولى ] من حيث صلة بالله تعالى ، ومن زاد وصله بالله نال العون من الله تعالىوالقوة ، وكان الشيطان عنه أبعد ، وهو من أعظم من يشاغب على ابن آدمبالنسيان كما صنع مع صاحب موسى عليه السلام فأنساه الحوت قال تعالى: ( قَالَ أَرَأَيْتَ إِذْ أَوَيْنَا إِلَى الصَّخْرَةِ فَإِنِّي نَسِيتُا لْحُوتَ وَمَا أَنْسَانِيهُ إِلَّا الشَّيْطَانُ أَنْ أَذْكُرَهُوَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ عَجَباً) (الكهف:63) ، والشيطان هوالذي أنسى السجين ذكر يوسف عليه السلام لعزيز مصر ، قال تعالى: ( وَقَالَ لِلَّذِي ظَنَّ أَنَّهُ نَاجٍ مِنْهُمَا اذْكُرْنِي عِنْدَ رَبِّكَ فَأَنْسَاهُ الشَّيْطَانُ ذِكْرَ رَبِّهِ فَلَبِثَ فِي السِّجْنِ بِضْعَسِنِينَ) (يوسف:42) ، وينسي أولياء الله ذكر الله الذي هو الصلة بينهموبين ربهم قال تعالى : ( اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ فَأَنْسَاهُمْ ذِكْرَ اللَّهِ أُولَئِكَ حِزْبُ الشَّيْطَانِ أَلا إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطَانِ هُمُ الْخَاسِرُونَ) (المجادلة:19) ، وبهذا فلا يطردالشيطان شي أقوى من ذكر الله تعالى . [ الثانية ] وكذلك ذكر الله سبب لقوة الحفظ وقلة النسيان من جهة كونه سبب رئيس لطمأنينة النفس ، قال تعالى : ( الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ) (الرعد:28) ، والنفس المطمئنة متأهلة لرسوخ الحفظ ، وثباتالعلم ، أما إذا كانت مشغولة الحال ، مذبذبة الأحوال ، فإن الحفظ عليهاثقيل ، ولهذا فإن عادة الحذاق إذا أرادوا الحفظ يقتنصون أهدأ الأوقاتوأبعدها عن الضجيج ، وزحام الناس وأصواتهم ، وأفضل ما يكون ذلك ساعاتالسحر ، وبعد صلاة الفجر ، وكل وقت أو مكان يسود فيه الهدوء . تنبيه : جرت عادة بعض العامة إذا نسوا شيئاً أن يكرروا الصلاة على النبي صلىالله عليه وسلم ! ، ويقولون ( اللهم صلّ على النبي – اللهم صلى على النبي ) ، وهذا خلاف ما تقدم في قوله تعالى : ( واذكر ربك إذا نسيت ) . [ الثالثة ] أيضاً الذكر يكون به القوة البدنية ، ونشاط القلب وقوته ، وهذا مايحتاجه طالب العلم ، ومبتغي مداومة الحرص على الحفظ والطلب ، قال تعالى: ( وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَاراً وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ وَلا تَتَوَلَّوْا مُجْرِمِينَ) (هود:52) ، فالاستغفار يزيد من القوة ،وقصة علي بن أبي طالب وزوجه فاطمة رضي الله عنهم وطلبها للخادم ووصيةالرسول صلى الله عليه وسلم لهم بأن يسبحان الله ثلاثاً وثلاثين ، ويحمدانهثلاثاً وثلاثين ، ويكبرانه أربعاً وثلاثين وقال بأنه خير لهما من خادم ،وذلك لأن هذا الذكر يزيد من قوتهم . قالابن القيم : ( و حضرت شيخ الإسلام ابن تيمية مرة صلى الفجر ثم جلس يذكرالله تعالى إلى قريب من انتصاف النهار ثم التفت إليّ وقال : هذه غدوتي ،ولو لم أتغدّ الغداء سقطت قوتي أو كلاما قريبا من هذا ) . وقال : ( وقد شاهدت من قوة شيخ الإسلام ابن تيمية في سننه وكلامه وإقدامه وكتابة أمراً عجيبا ، فكان يكتب في اليوم من التصنيف ما يكتبه الناسخ فيجمعة وأكثر ، وقد شاهد العسكر من قوته في الحرب أمراً عظيما ) . ثانيا : البعد عن المعاصي ، لأنها صدأ القلوب كما جاء في بعض الآثار ، وتدخلهاالظلمة والوحشة ، ويروى أن بعض السلف كان يسير مع تلميذ له فكأنه نظر إلىمنكر ، فنهره شيخه وقال لتجدن عاقبتها ولو بعد حين ! ، فقال التلميذ : فمامضت الأيام والليالي إلاّ وأنا قد نسيت القران الكريم ! ، وقد قال تعالى : ( وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ)(البقرة: 282) ، وقد كانفيما أنشد الشافعي وهو مشهور قوله : شكوت إلى وكيعٍ سوء حفظي فأرشدني إلى ترك المعاصي وأخبرني بأن الــعـلم نور ونور الله لا يؤتى لعـاصي قال سهل التستري : ( حرام على قلب يدخله النور وفيه شي مم يكره الله عز وجل ) .[/size] [/size] | |
|